بيت جبرين هي قرية فلسطينية تقع شمال غربي محافظة الخليل وتبعد عن مركزها 25 كم وهي في جنوب الضفة الغربية من قرى فلسطين المدمرة التي لايزال بعض آثارها ماثلا للعيان تقع في الشمال الغربي من مدينة الخليل وترتفع 287 م عن سطح البحر وهي أكبر قرى الخليل مساحة.يعني اسمها : "بيت الرجال الأقوياء"، ((الجبابرة))
كلمة جبرا آرامية الاصل تعني القوة والشدة وقد كانت بيت جبرين قلعة من قلاع الادوميين عام 500 ق م وكانت في العهد الروماني عاصمة لأكبر مقاطعات فلسطين وقد هدمها الفرس عام 40ق م ثم أعيد بناؤها عام 86 باسم بيت جبرا ثم أطلق عليها اسم بيت جبرين..
كانت بيت جبرين في القرن الرابع مركزا لأسقفية مسيحية وعندما دخلها عمرو بن العاص، بعد أن دانت له غزة وعمواس. أعطى أهلها الأمان على أنفسهم وأموالهم ومنازلهم على أن يدفعوا الجزية والخراج.
لعب موقع بيت جبرين دورا كبيرا في نشر الدعوة الإسلامية، والانتصار العربي على الروم، فبالقرب منها، وقعت معركة اجنادين في 30 تموز (يوليو) 634م، بين جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وبين الروم، وهي المعركة التي مهدت إلى معركة اليرموك الحاسمة في التاريخين العربي والبيزنطي. وسكنها المسلمون في عهد الخليفة الثاني أبو بكر الصديق، وقبل أن تقع فلسطين تحت الحكم العربي، الذي تم في عهد عمر بن الخطاب.
عندما استولى الإفرنج على بيت جبرين أقاموا قلعة حصينة عليها بين عامي 1135-1137 كانت تشرف على الطريق بين غزة وعسقلان من ناحية وبين الخليل من ناحية أخرى وقد استولى عليها صلاح الدين الأيوبي عام 1187 ودمرها عام 11001 قبل أن يتمكن الإفرنج من استردادها وقد استطاع الظاهر بيبرس تطهيرها من الإفرنج عام 1244.أعيد تحصين بيت جبرين عام 1551 في بداية العهد العثماني.
بقيت البلدة عربية عريقة، حتى وقعت في أيدي احتلال العدو عام 1948 حيث تم تدميرها وتهجير سكانها.أقيمت عليها عام 1949 قلعة إسرائيلية باسم:بيت جفرين Beit Gurvrin. تحتوي بيت جبرين على بقايا كنسية وتحصينات وعقود ومدافن ومغر وتبلغ مساحة أراضيها 56 ألف دونم، غرس الزيتون في 3500 دونم منها وتحيط بها أراضي قرى إذنا ودير نخاس، ورعنا، وزيتا، وعراق المنشية، والقبيبة، والدوايمة ،ودورا وقد ورد ذكرها في كتاب مسح غربي فلسطين في الجزء الخاص بمنطقة القدس Survey of Western Palestine " أن بيت جبرين قرية كبيرة تقع على المنحدر الشرقي للوادي وهي ذات أراض صخرية موحلة ومنخفضة من الشمال والغرب، وهي محاطة بالتلال الصغيرة من كل جانب ولذلك لاترى من مسافة ما من أي اتجاه وهي تشرب من أربعة آبار أغزرها بير أم جديع جنوبا وتضم أربعة أخاديد مشجرة بالزيتون ويبلغ عدد سكانها 900-1000 من المسلمة (عام 1883). ومما يميزها وجود عدد كبير من الكهوف حولها وقد ذكر اسمها في التلمود تحت اسم Beht-Guvrinوذكر اسمها في الفترة الصليبية باسم Gibelin كان معظم بيوت القرية في القرن التاسع عشر مصنوع من الطين، وكان بيت الشيخ المكون من طابقين مبني من الحجر. كان عدد سكان بيت جبرين عام 1912 ألف مسلم وعام 1922 1520 شخصا وعام 1931 1904 نسمة يسكنون 623 بيتا وقدر عددهم عام 1945 2635 نسمة. وفي عام النكبة وصل عدد السكان فيها ما يقارب ال 3000 نسمة وبعدها هاجروا إلى عدة مخيمات منهم مخيم الفوار في الخليل ومخيم بيت جبرين في مدينة بيت لحم وفي بعض البلدان المجاورة كالاردن وسوريا ولبنان
الخرب المجاورة
إن بلدة بيت جبرين والمناطق المحيطة بها تعتبر من المناطق الأثرية التي ازدهرت فيها حضارات الأمم والشعوب ولذلك فهي تحتوي على عدد كبير من الخرب والآثار بلغ عددها أكثر من 26 خربة وأكبرها خربة عطاالله (بوايك عطاالله), ومساحة اراضي الخربة 3000 " تلاتة آلاف " دونم.
" الشيخ عطاالله مريزيق "وهو أول مختار لبيت جبرين في تارخها الحديث، وكان يمثل (العزة والغبارية والدعاجنة).
ومن المخاتير والوجهاء أو الشيوخ الذين طالما كانت تشير إليهم الروايات كان الشيخ عبد الرحمن عبد اللطيف العزة' ،
يمثل ثلاث حمائل العزة وثم المختار خليل عبد الرحمن الحموز– مختار بيت جبرين والشوابكة,ثمعلي مسلم الحموز أصبح مختار الشوابكة وبعد أن آل الأمر إلى مختار واحد لكل عائلات القرية اعتمد في حينه المختار يونس عبد الفتاح العزة والذي لم يحظ برضا البريطانيين وتم عزله ثم جاء من بعده المختار طلب سمور العزة واستمر في المخترة حتى عام 1948.
ومعظم سكانها الاصلين انتقلو الي غزة وهم الآن باسم عائلة جبريل وهي عائلة عريقة في غزة
أفراد عائلة الجد الكبير جبريل محمد جبريل الذي تميز بقوته وشدته.
وخرج من بعده أبناء واحفاد يتميزون بالقوة والشدة والاحترام.
معظم عائلاتها انتقلت إلى منطقة الخليل وبيت لحم في الجزء غير المغتصب من فلسطين حتى عام 1948 ويتركز أغلبهم في مخيمي الفوار جنوب الخليل ومخيم يسمى باسم مخيم بيت جبرين في بيت لحم
== المؤسسات حتى عام 1948 ==
موقع بيت جبرين بين مجموعة من القرى بالإضافة إلى تاريخها العريق واتساع أراضيها وغناها ووجود مشيخة فيها جعل منها مركزا مهما ونشأت فيها مؤسسات أهمها :
1- دار الحكومة أو المركز حيث أقام الانتداب البريطاني فيها مركزا يتواجد فيه رجال البوليس والجيش للانطلاق منه للسيطرة على القرى المحيطة بها كما أنه كان يجلب إلى هذا المركز المخالفون حيث يجرى التحقيق معهم ومن ثم يحولون إلى الخليل، والمركز بناء على غرار جميع المراكز التي أقامتها الحكومة البريطانية في فلسطين في المدن المهمة والتي يبلغ عددها أربعة وخمسون.
2- العيادة : وقد كان فيها مفوض مقيم بالإضافة إلى طبيب يزورها بين الفينة والأخرى وكان يستفيد من هذه العيادة اهالى القرى المجاورة أيضا.
3- المدارس : وقد كان فيها مدرستان ابتدائيتان أحداهما للذكور وأخرى للإناث، ومدرسة للذكور يوجد فيها صفوف حتى السابع الابتدائي، وهذا يعني في حينه أن هذه المدرسة كانت من المدارس ذات الشأن وكان يفد إليها الطلبة من القرى المجاورة.
4- القائمقامية : وقد أنشئت من اجل تصريف أمور السكان وتمت الموافقة عليها قبل الاحتلال الإسرائيلي بزمن قصير عام 1948. 5- السوق : كان سوق بيت جبرين يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع وتعرض فيه السلع من القرى المجاورة.
6- المسجد: يعتبر مسجد بيت جبرين من أقدم المساجد في فلسطين ويدعى المسجد العمري، مع أن تاريخه لايصل إلى عهد عمر بن الخطاب، إلا أن في ذلك دلالة على قدم هذا المسجد وعراقته. ولا يزال مشهدا من هذا المسجد ماثلا للعيان حتى يومنا هذا، أما القسم الآخر فقد دمره الاحتلال الصهيوني، وقد أصبح عام 1178 مخزنا لبذور القطن.
7- المضافات : إن لكل حمولة في بيت جبرين مضافة تبحث فيها كل أمور الحمولة وعلاقاتها مع الحمائل الأخرى والمشكلات الطارئة وكان المضافات مدرسة يتعلم فيها الصغر الدروس من الكبار.
8- الكتاتيب : وقد ظل نظام الكتاتيب في بيت جبرين على الرغم من وجود مدرسة الذكور. وكان أشهر هذه الكتاتيب كتاب الشيخ على الذي يدرس فيه القرآن واللغة العربية.
القرية اليوم
كل ما بقي منها مسجد، ومقام الشيخ تميم الداري، وبضعة منازل. المسجد بناء حجري مسطّح السقف، له نوافذ عالية مقوّسة من جميع جهاته، وله أبواب مقوّسة الأعلى أيضاً، وله في الجهة الخلفية رواق واسع القنطرة تعلوه قبة. والمسجد محاط بالنباتات البرية. أمّا المنازل الباقية فبعضها يقيم فيه اليهود، وبعضها الآخر مهجور. وقد حُوّل أحدها- وهو بناء حجري مؤلف من طبقتين، وله باب مستطيل ونوافذ- إلى مطعم إسرائيلي مسمى باسم عربي هو ((البستان)). وتنتصب منازل إسرائيلية مسبقة الصنع قرب المقام المهجور. وبات موقع القرية مغطى بالأعشاب الطويلة والشجيرات ونبات الصبّار وأشجار الكينا، في حين أصبحت المنطقة الغنية بالآثار موقعاً يجتذب السياح.