تقع لفتا إلى الشمال الغربي من القدس الشريف فوق رقعة مرتفعة من جبال القدس، وعلى السفح الغربي لجبل خلة الطرحة، وهي تشرف على أحد المجاري العليا لوادي الصرار، وهو وادي الشامي الذي يجري في طرفها الشمالي، وتخترق لفتا طريق القدس- يافا وكذلك طريق القدس- رام الله، وتصلها طرق معبدة وبعضها ممهدة تصلها بقرى دير ياسين وعين كارم والجورة وبيت إكسا وقالونيا والقسطل ومتوسط الارتفاع بالأمتار عن سطح البحر لقرية لفتا يبلغ 675 مترًا.
إن القادم من مدن الشمال أو طولكرم أو رام الله أو نابلس أو قراها لابد له من المرور بأراضي لفتا حتى يلج باب العمود أو باب الساهرة، مارًا بأراضي لفتا في الشيخ جراح، والقادم من مدن يافا أو اللد والرملة وحيفا أو من قرى غرب القدس ليدخل من باب الخليل، لابد له من المرور بأراضي لفتا لأن القرية هي بوابة القدس الغربية، كل ذلك يدل على أهمية موقع لفتا ولا ننسى أن لفتا اشتركت مع بعض القرى المجاورة لمدينة القدس في إحاطة أراضيها بالمدينة المقدسة، إحاطة فكانت أراضيها تصل حتى أسوار القدس.
بلغت مساحة أراضي لفتا في عام 1945 (8743) دونمًا حسب وثائق الانتداب البريطاني وخريطة فلسطين، غير أنه عندما أنشئت بلدية القدس في نهاية العهد العثماني اتسعت مساحتها لتشمل أراضي خارج السور على حساب القرى المجاورة ومنها لفتا. وعند مجيئ الانتداب البريطاني في أوائل القرن العشرين ازدادت مساحة نفوذ "بلدية القدس" على حساب أراضي القرى المجاورة مرة أخرى وكان نصيب لفتا من اقتطاع أراضيها إلى البلدية كبيرًا حيث ضمت أراضي الحارة الفوقا للفتا إلى بلدية القدس ووقفت عند أراضي الحارة التحتا للقرية بحيث لم يعد لقرية لفتا إلا ما ذكر وهو (8743) دونما، وهي أراضي الحارة وبقي ما تبقى من أراضي القرية، ونظرة سريعة الى حدود قرية لفتا لاحقا يدل على مساحاتها الواسعة يؤكد أن مساحتها تجاوزت الـ 30 ألف دونم .
وجاء في كتاب "القدس مدينتي ولفتا قريتي" لمؤلفه الدكتور زكريا صيام: "لعل اشتراك عائلات لفتاوية ومقدسية في ملكية بعض الأراضي الواقعة في المدينة المقدسة، يؤكد الصلة العضوية بين هذه القرية وهذه المدينة، بل إنك تجد أسماء بعض العائلات مشتركة هنا وهناك، وبالرغم من اقتراب موقع لفتا من بيت المقدس إلى الحد الذي اعتبرت فيه لفتا جزأً لا يتجزأ من القدس.
فحدود لفتا إذن حسب الوثائق الفلسطينية وخريطة فلسطين عام 1945م، من الشمال قرى شعفاط وبيت حنينا وبيت أكسا، ومن الغرب بيت إكسا وقالونيا ومن جهة الجنوب مدينة القدس ودير ياسين ومن جهة الشرق قرى طور والعيسوية وشعفاط".
قدر عدد سكان لفتا عام 1922 حوالي (1451) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (2550) نسمة، وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 48 حوالي (2958) نسمة، وكان ذلك في 1/1/1948، وكان عدد بيوتها قبل هدمها قرابة 450 بيتا لم يبق منها الاّ العشرات، امّا اليوم فلا يتجاوز عدد البيوت 55 بيتا ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية اليوم حوالي (42000) نسمة، وقد هُجر سكانها الى قرى ومدن الضفة الغربية والدول العربية وقسم آخر هجر الى مدينة القدس "ويسكن في احياء وحارات القدس الشرقية كحي الشيخ جراح وبقيت عائلات قليلة تسكن حتى هذا التاريخ بجانب "التلة الفرنسية" بمساكنها القليلة مما تبقى من ارض قرية لفتا.
وذكر التاريخ ان الجيش البريطاني قد اعتدى على سكان لفتا لمشاركتهم في ثورة البراق عام 1929 وكذلك في ثورة 1936 ووقع عدد من الشهداء والجرحى وكذلك الأمر عام 1948 .