تقع بلدة الشيوخ على بعد 8 كم شمال مدينة الخليل، وترتفع عن سطح البحر حوالي 990 م، وتبلغ مساحتها الكلية 22091 دونماً، ومساحة المنطقة المبنية 905 دونمات، وتحيط بأراضيها أراضي سعير من جميع الجهات، ويبلغ عدد سكان البلدة 6974 نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2004 .
قرية الشيوخ قرية فلسطينية تتبع محافظة الخليل. وهي من قرى الضفة الغربية. وتقع شمال مدينة الخليل تسكنها خمس حمائل ومنها ثلاث حمائل اصلية من البلدة وهي (الحساسنة)(والعيايدة)(والعويضات)(وهم أبناء الشيخ إبراهيم الهدمي الدينالمتوفى عام 730 هـ وكان من اصحاب الكرامات، من نسل فاطمة الزهراء إلى الحسين بن علي رضي الله عنه) وبالنسبة إلى العائلات غير الاصلية هي :الحلايقة(من "جورة عسقلان" منطقة غزة جاؤا قبل 350 عاماً وعمل جدهم محمد حلاقاً في القرية وتزوج من الشيخة "عسفة" من عائلة اسعيفان من العيايدة وأنجبت ثلاثة أبناء وهم عيد وحمدان وحمد، وكذلك تزوج من المدينة وأنجب منها المشني، أحمد سليم، خليل.
والوراسنة (يعود نسبهم إلى الشيخ محمد العريان من منطقة (تل الترمس) قضاء غزة قبل 300 عام واستقر
جميع سكان الشيوخ في أواخر العهد التركي كانوا يرتدون العمامة الخضراء "اللفة" كعلامة للأشراف حسب المرسوم السلطاني العثماني الصادر من القسطنطينية سنة 1191هـ والمقيد بالإذن الشرعي في سجل الأوامر الشرعية السكانية في القدس الشريف التي تنص ترجمتها على أن أهل بلدة الشيوخ معفيين من الضرائب وطعامهم مجاناً ويرفع عنهم أي ظلم أو اعتداء أو قهر وهذا أمر واجب التنفيذ (سلطاني).ذكر مصطفى الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" صفحة 169 أن أهل الشيوخ يلبسون "العمة الخضراء" وهو شعار متوارث ويعتقدون أن في ذلك شرفاً لهم وتثبيتاً لانتسابهم لآل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الذي أمر الأشراف بوضع العصبة الخضراء على العمائم إ جلالاً لمقامهم وتعظيماً لقدرهم، هو الملك الأشرف عام 773هـ والأشرف هو زين الدين شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون الملك الثاني والعشرون من ملوك المماليك التركية والذي امتدت سلطنته من 764هـ – 778هـ وكثرت فيها الفتن والمصائب. وجاء في كتاب القبائل العربية الجزء الثالث "وفي فلسطين جماعات تذكر أنها من الاشراف، دون تحديد، منهم: القلازين من عرب بئر السبع وآل قراجا في (صفا) وحلحول، وسكان قرية الشيوخ. " .أقيمت القرية حول قبر الشيخ إبراهيم الهدمي، وتقع الشيوخ في الشمال الشرقي من مدينة الخليل، وتبعد عنها 6 كم، وترتفع 880م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها (12100) دونما، ويحيط بها أراضي قرية سعير من جميع الجهات. قدر عدد سكانها عام 1922 (960) نسمة، وفي عام 1945 (1240) نسمة. وفي عام 1967 بلغ عدد سكانها 1800 نسمة وارتفع في عام 1987 إلى 3400 نسمة وتشير آخر الإحصاءات ان عدد اهالي القرية يقارب 8000 نسمة. ويوجد في القرية جامع ومقام الشيخ إبراهيم الهدمي، وبها مدارس لمختلف المراحل. صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزءا من أراضيها وأقامت عليها مستعمره (قنا) عام 1983. تحيط بالبلدة مجموعة من الخرب التي تحتوي على مواقع أثرية أهمها : خربة أبي ريش، وخربة الربيعة، وخربة الزعفران، وخرب الجرادات، وفي أراضيها القريتان الصغيرتان : العديسة، وبيت عينون.
يرتبط تاريخ بلدة الشيوخ بتاريخ سعير الموغل في القدم منذ أن سكنها الحوريون قبل الكنعانيين، فحفروا فيها الكهوف والمغر في الهضاب والوديان إلى أن سيطر الأدوميون واستطاعوا استئصال الحوريين والسكن مكانهم "والحوريين ملكوا في الأرض قبلما ملَكَ مِلكّ لبني إسرائيل". (دائرة المعارف، المعلم بطرس البستاني، مجلد رقم 9، ص623/سفر التكوين 36 ص60). تصاهر الأدوميون مع الحوريين وبعدهم الكنعانيين لصد الهجمات والغزوات حتى جاءت القبائل السلمية المهاجرة من جزيرة كريت وتدعى بيلست pelest وأصبح يطلق على المنطقة اسم أرض الفلسطينيين. كانت أرض فلسطين ساحة حرب وحضارة امتزجت على ترابها دماء كثيرة من الشعوب وامتزاج كثير من الحضارات في بوتقة واحدة حملت اسم فلسطين، ومرت المنطقة بحكم الغزوات والقبائل المنتصرة، حيث حكمها العبرانيون فترة من الزمن ثم الرومان إلى أن جاء الفتح الإسلامي.
q الشيوخ في العهد الإسلامي
ظهرت الشيوخ بشكل بارز في العهد الإسلامي وخاصة بعد مجيء الشيخ إبراهيم الهدمي إليها حيث توفي ودفن فيها في عام 730هـ، وقد كان قد قدم إليها من بلاد الشرق وكان كل يوم يقصد الحرم الإبراهيمي ليأكل من دشيشة الحرم ؟تكية إبراهيم-. وتذكر المصادر التاريخية أن الشيخ الهدمي كان مزارعاً حيث أصلح لنفسه مكاناً وزرعه وغرس فيه شجراً فأثمر، وكان من الأولياء الصالحين أصحاب الكرامات حسن الذكر بعيد الصيت ممن يعتقد فيهم الصلاح. وكان رحالة باحثاً في سبيل طلب العلم والتعليم وكان له مريدون كثيرون، والذين أقاموا على قبره وسكنوا أكناف المكان، وكان زاهداً متعبداً يصرف له من سماط إبراهيم الخليل في كل يوم عشرة أرغفة، فكانت تجمع له في أول الأسبوع إلى آخره، فيحضر في يوم الجمعة ويدفع له الخبز عن كل الأسبوع، ويفت في وعاء ويوضع عليه الدشيشة من الأسماط الكريم فيأكله جميعه ويستمر بقية الأسبوع لا يأكل شيئاً. وعرف عن سكان القرية التدين وذاع عن بعضهم الكرامات والتزام الحياد الديني دون الانتماء إلى أي جهة أو طائفة فلم ينتموا إلى القيسية أو اليمنية وكان يذكر بعضهم عن ذلك بقوله "نحن ندق الطبل لا من قيس ولا من يمن".
q الشيوخ في العهد التركي
تميزت الشيوخ بمكانة خاصة في العهد التركي حيث حصل سكانها على مرسوم سلطاني باللغة التركية سنة 1191م. خدم سكان الشيوخ في الجيش التركي ومنهم عبد العزيز منصور الوراسنة فقاتل مع تركيا واستقر في اليمن ولا زال خلفه وأولادهم هناك وكذلك جبرين منصور الوراسنة وغيرهم، وكان من المخاتير في العهد التركي الحاج أحمد عيد الحلايقة وعبد الحي الحلايقة. وفي عهد تركيا كانت تسكن المنطقة عائلتان هما الخمايسة والصمالجة حيث دار بينهما صراع ذهب ضحية هذا الصراع مائتي نسمة على أرض تسمى قفان خميس والتي تقع إلى الجنوب الشرقي لقرية الشيوخ، حيث ينسب قفان خميس إلى الخمايسة، وخلة الصمالجة إلى الصمالجة، ولم يبق أي فرد من هاتين العائلتين في منطقة الشيوخ أو سعير.
q الشيوخ في العهد البريطاني
فرضت بريطانيا سيطرتها على المنطقة في العام 1929م بعد اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم البلاد العربية، حيث عينت هربرت صموئيل وهو يهودي كأول مندوب سامي على فلسطين والذي عمل بكل الإمكانيات على تهيئة الوضع لإقامة الوطن القومي للشعب اليهودي، فتشدد في جباية الضرائب من السكان المحليين، ويروى أن أهالي الشيوخ حملوا الإعفاء التركي إلى الممثل البريطاني في القدس لكي يعفيهم من دفع الضرائب ولكن الممثل البريطاني أخذ الوثيقة منهم ولم يرجعها إليهم ولم يستجب لطلبهم وأجبرهم على دفع الضرائب والمستحقات المالية عليهم. ويذكر أنه خدم في سلك الشرطة في عهد الانتداب مصطفى إبراهيم أحمد سليم الحلايقة، ومن المخاتير في عهد الانتداب الحاج عمر عبد الفتاح عيد الحلايقة، وأحمد علي أبو رومية العويضات.
دور سكان الشيوخ في مقاومة الانتداب البريطاني
لقد كان لسكان الشيوخ مشاركة كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني في الثورة ضد الإنجليز وخاصة في ثورة 1936م والتي شهدت أطول إضراب في التاريخ، حيث تشكلت لجنة شعبية في الشيوخ أسوة ببقية القرى الفلسطينية وضمت اللجنة كل من عمر عيد الحلايقة وعيسى المشني الحلايقة ومحمد جاد الله الحلايقة وغيرهم، وكانت مهمة اللجنة مقاطعة الإنجليز بعدم البيع أو الشراء منهم وعدم دفع الضرائب والغرامات وتوفير المواد التموينية للسكان، وقدمت القرية العديد من الشهداء منهم الشيخ أحمد محمود أحمد الحلايقة، ياسين شاكر أحمد عيد الحلايقة، ذيب عبد الله حسين حمدان الحلايقة، جبرين درويش حمدان الحلايقة، إبراهيم حمدان العويضات، حامد أحمد عبد الرحمن عويضات، وعبد الحميد سليم الحلايقة. ومن الجرحى كان المرحوم حامد أحمد عيد الذي فقد ذراعه، والمرحوم محمد عواد عبد الفتاح عودة الذي فقد رجله، وغيرهم. شارك ثوار بلدة الشيوخ في معركة شعب الملح الشهيرة ومركز قيادة الشلف، حيث سقطت طائرتان بريطانيتان في هذه المعركة وقدرت خسائر الإنجليز بثلاثين قتيلاً وعطب ثلاث مصفحات وكذلك شاركوا في مهاجمة المخافر للحصول على السلاح، وحاول الإنجليز إثارة الفتنة بين السكان، إذ عمدت إلى تشكيل البوليس الإضافي ليحل محل الجنود الإنجليز في ردع السكان، والتحق نفر من السكان بالبوليس الإضافي لتوفر الاغراءات المادية والامتيازات الخاصة نتيجة للفقر المدقع الذي عانى منه السكان. وذكرت جريدة الجامعة الإسلامية بتاريخ 6 تشرين ثاني سنة 1935 عن تصرفات البوليس في منطقة الخليل : "يعتريه البرد في أيام الزوابع والأمطار فينزوي في الجحر الدافئة ليجعل لطلاب الرزق في الليل مجالات لسلب ما يريدون". كما استجاب بعض الأفراد من سكان القرية بالانضمام إلى فصائل السلام التي شكلها فخري النشاشيبي والذي جند معاونيه لضرب مؤيدي المفتي "الحاج أمين الحسيني، هذا وقد صدر بيان موقع من ديوان الثورة العربية الكبرى بأنه يبيح دم ومال كل مشايع لفخري النشاشيبي لخروجه على إجماع الأمة والقضية الوطنية لاتفاقه مع الإنجليز والصهيونية وهو متهم بالخيانة الكبرى، (مصطفى داود كبها، ثورة 1936، ص95). فكانت المؤامرة على قتل خليل امحمدية من سعير قائد ثوار الجبل فهاجم الشلف قرية الشيوخ للحصول على ماكنة مترو اللوز التي بحوزة عبد الكريم المشني واستولى الشلف على الماكنة بالقوة ونزل إلى بلدة سعير لتنفيذ حكم الإعدام في القائد خليل امحمدية (قائد الجبل) وأطلق الشلف على الماكنة التي استولى عليها بالشريفة ليضرب بها كل معارض لسياسته ونفوذه، فكثرت أعمال السطو والسرقة وعمت الفتنة بين صفوف الثوار وسارت المنطقة بعدها ضمن أتون الحرب العالمية الثانية وأنهى الإنجليز انتدابهم على فلسطين بتاريخ 15 أيار 1948م. q الشيوخ في العهد الأردني
بعد نكبة سنة 1948م دخل المصريون قطاع الخليل وبيت لحم ثم انسحبوا منه في أيار 1949م حيث استقر الحكم للأردن حتى حرب 1967م حيث عم الأمن والاستقرار وانتشر التعليم وتأسست العيادات الصحية وتأسست شركة سعير الشيوخ للباصات سنة 1959 حيث ساهم كل من عبد الكريم المشني ومحمد أحمد أبو رومية مع نفر من أبناء الشيوخ وسعير لتأسيس هذه الشركة وكانت تنقل الركاب من سعير والشيوخ إلى الخليل وتعطلت الشركة لرفض إسرائيل تجديد تراخيص الباصات العامة وقامت الشركة بشراء باص ليعمل على الخط وحرق هذا الباص في 14/5/1979 من مصدر مجهول (جريدة الفجر، 15/5/1979). كما تطورت المدرسة فأصبحت مدرسة إعدادية وضمت 268 طالباً (بلادنا فلسطين في ديار الخليل، مصطفى الدباغ، ص170)، وقد شق الشارع الذي يربط بين سعير والشيوخ بالخليل حيث تم تشغيل أيدي عاملة من القرية في شق الشارع ورصفه وتعبيده.
الشيوخ وحرب 1967م وما بعهدها
تعتبر الشيوخ من القرى التي نجت من شر اليهود عام 1967م (بلادنا فلسطين، مصطفى مراد الدباغ، ص15). كثرت الاجتهادات وظهرت مجموعات من السكان الشباب منهم بخاصة حصلوا على أسلحة بطريقتهم الخاصة ويقود كل مجموعة واحد منهم، وكانت تعيش في الكهوف والبراري نهاراً وتتعرض لدوريات الصهاينة ليلاً حتى بان خطرها على اليهود الذين سعوا بشتى الطرق على خنقها في مهدها، ولما كانت طبيعة أرض القرية جبال وعرة وطرقها لا تسلكها السيارات مع وجود كهوف كثيرة وبعيدة عن السكان كثرت المجموعات التي أصبحت تعمل ضد الاحتلال وهذه واحدة من تلك الأحداث؟ في يوم 7/11/1967 دارت رحى معركة رهيبة بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وهذه المجموعة، حدثت تلك المعركة بعيداً عن أعين الصحافة وقد تكون أول معركة تنشب بين الثوار والصهاينة بعد الاحتلال ؟أي بعد الاحتلال بخمسة أشهر- وقد علم الصهاينة بطريقة ما بوجود مجموعة فدائية في كهف يقع شرق القرية وملاصقاً لها وكانت المرة الأولى التي يتواجد فيها الفدائيون قريباً من القرية ويطل على واد السمسم جانبه الشمالي والجنوبي شديدي الانحدار فجردوا عليهم طائرات الهليوكبتر وكانت مع الدبابات وناقلات الجنود كعادة الصهاينة استخدام عشرة جنود مقابل شخص واحد ونثرتهم على جانبي الوادي وفوق كهف أم قرمول وشعر الفدائيون بالفخ الذي نصب لهم وأنهم هالكون لا محالة وأخذوا يتسللون من الكهف واحداً بعد الآخر نحو الوادي فاستشهد الجميع إلا واحداً قامت بتهريبه وتخبئته المرحومة الحاجة عزية زوجة المرحوم محمود عويضات، وذكر الذين جمعوا جثثهم في اليوم التالي أنهم جمعوا الجثث من على امتداد كيلو مترين أي أن المسافة بين أول شهيد وآخرهم كانت كيلو مترين. ويشاء الله سبحانه وتعالى أن تبدأ المعركة عصراً وتمتد حتى حلول الظلام وأن يصاب من جنود الأعداء عدد كبير لا يعلمه إلا الله وذلك كما قيل أن أكثر إصابتهم من أنفسهم وقال شهود عيان أن الصهاينة كانوا يغسلون دم قتلاهم على شارع القرية وتم إصابة طائرة هليوكوبتر وهبطت في مراح الدنان، وعاشت القرية أرهب لياليها في الحياة، والجنود عند كل بيت حتى مطلع الفجر عندها نادى المنادي أن على جميع الرجال التواجد في مكان عينوه واجتمع الرجال يحرسهم الجنود وتمنعهم من الحركة بدون طعام أو شراب حتى المساء وكان دوي الانفجارات يهز المكان وكانت الانفجارات هي نسف البيوت وبعدها عاد كل إلى بيته، وفي اليوم التالي طلب قائد الأعداء من عدد من السكان أن يجمعوا جثث الشهداء ويدفنوهم في مقبرة القرية التي ظلت تحت المراقبة المستمرة ليلاً ونهاراً لمدة ثلاث أشهر، واستشهد في هذه القرية سبعة أبطال وكانت المجموعة بقيادة الشهيد محمود البستنجي من دورا واثنان من القرية هما الشهيد البطل يوسف عبد الجبار طافش والشهيد البطل عيسى محمد السمار. أما ما حدث من جهة أخرى فقد قام العدو باعتقال التالية أسمائهم في نفس ليلة المعركة : - عبد الكريم المشني، محمد أحمد أبو رومية، علي محمد سالم، أحمد عيسى عبد الهادي، حامد سليم الشيوخي مدير مدرسة القرية فقد تم اعتقاله خارج القرية في قرية سعير وفي طريق عودته إلى بيته. وأضافوا لهم في اليوم التالي كل من : - يوسف محمد السمار، علي حمدان مسلم، أحمد محمد التكروري.
أما البيوت التي نسفت يوم 8/11/1967 فهي : - بيت الشهيد يوسف عبد الجبار طافش، بيت الشهيد عيسى محمد السمار، بيت عبد الكريم عبد الرحيم المشني، بيت محمد أحمد أبو رومية، بيت علي محمد سالم، بيت أحمد عيسى عبد الهادي، بيت حامد محمد الشيوخي، بيت ورثة محمد إبراهيم سلامة. هذا وبقيت القرية تحت الترويع والإذلال وعدم التجول من وقت العصر حتى صباح اليوم التالي، وكانت هذه المعركة محركاً قوياً للشباب فقد ازداد إصرارهم على المقاومة ولا يتسع المجال هنا لذكر الذين اعتقلوا وأبعدوا أو حملوا عاهات دائمة نتيجة التعذيب مثلهم في ذلك مثل أي قرية أو مدينة أو مخيم في الضفة والقطاع. وقد كانت حصيلة شهداء القرية من الفترة الواقعة بين 67-83 مبينة فيما يلي مع بيان تاريخ الاستشهاد : - إسماعيل أحمد أبو رومية عام 1969، معروف إبراهيم محمود سليمان عام 1970، ربيع محمد علي سليم عام 1970، الرائد سالم سليمان داود قدوم في 10/9/1984 (لبنان-الجنوب)، خالد حماد سليم عام 1971، محمد يوسف سليم عام 1971، نعيم ذياب قدوم عام 1974.
وحلت البشرى وشاء الله سبحانه وتعالى لمرحلة جديدة فاعلة من المقاومة أن تولد ألا وهي الانتفاضة المباركة بالحجارة "ترميهم بحجارة من سجيل في 9/12/1987" وكان للقرية حظ وافر حتى كتابة هذه السطور من الشهادة والاستشهاد، أما المعتقلون والجرحى فلن أتعرض لهم لأن الكلام يطول ويعلم الجميع أن الاعتقال والجرح عام وشامل وكثير، وكل المناطق المحتلة على السواء قاومت وناضلت دون استثناء وكانوا كالجسد الواحد في مقاومة الاحتلال. وكوكبة شهداء الانتفاضة هم : - الشهيد إسماعيل حسين المشني، الشهيد عبد الكريم موسى حمدان، الشهيد مصطفى أحمد التكروري، الشهيد زكي علي محمود عبد الحافظ، الشهيد يوسف محمد عبد المهدي. ويطيب لنا في هذا المجال أن نتعرض لذكر حادثة واقعية ذات دلالة دينية تؤكدها آيات من القرآن الكريم وهي : أن قوات العدو وقد درجت على مداهمة القرية وفرض الحصار عليها لأتفه الأسباب والمبيت ليلاً بين الحين والآخر حتى أن الأهالي قد تأقلموا مع هذا الوضع الخانق مثلها مثل القرى الأخرى، وحدث في يوم 3/6/1988م أن صعد مؤذن القرية ينادي لصلاة الصبح وكان بعض الجنود قد علوا بيتاً قديماً خالياً من السكان ومجاور للمسجد وأخذوا يستهزئون بالآذان فانهار البيت وقتل جندي وجرح آخرون حسب اعتراف العدو. " في إحدى زيارات وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق رابين قال إن تاريخ هذا البلد أسود بلد صغير وفعله كبير سمعها شهود عيان من القرية وقد يشير إلى معركة أم قرمول بتاريخ 7/11/1967م"
ملحوظة : هذه المعلومات مقتبسة من حامد سليم، قرية الشيوخ، ص119-222.
وفي ظل انتفاضة الأقصى المباركة التي انطلقت في 29/9/2000م استشهد الشهيد يزن امحمد عيسى الحلايقة في قرية الخضر قضاء بيت لحم ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية الشيوخ ضمن موكب جنائزي مهيب، وقد استشهد بتاريخ 2/11/2000م، وكذلك أصيب رامي يوسف محمد عيايدة في بيت عينون ونضال أحمد عيسى وراسنة في ساحة الأقصى. وعانت القرية من الحصار المشدد على مداخلها الرئيسية من جهة مدخل بيت عنون ومدخل واد الشرق ؟سعير- ونتيجة للحصار المتواصل، تشكلت لجنة طوارئ الشيوخ من ستة عشر عضواً ممثلين عن مؤسسات القرية والقوى الوطنية والإسلامية الفاعلة، وعملت اللجنة على حل مشكلة معلمي القرية الذين تعذر وصولهم إلى المدارس وتنفيذ عدة أيام طبية مجانية وجمع التبرعات المادية والعينية وتوزيعها على المتضررين وأبناء القرية، وعملوا على حل المشاكل الاجتماعية العالقة بما يخدم المصلحة العامة.
ومن المعالم الدينية والأثرية في البلدة، مسجد مصعب بن عمير، ومسجد القصر، والمسجد القديم، والمسجد الحديث، ومقام أبو خضر، ومقام الأربعين، والقيصرية وقبور الشهداء، ومقام الشيخ محمد أبو صفر. ومن الخرب الأثرية خربة أبي ريش، وخربة الربيعة، وخربة الزعفران وخربة الجردات، والعديسة، وبيت عنون.
أظهرت نتائج المسح الميداني للأبنية القديمة الذي نفذه رواق العام 2000 أن عدد المباني الكلي في البلدة بلغ 298 مبنى، معظمها تتألف من طابق واحد، وتمثل ذلك في 261 مبنى ( 88 %)، إضافة إلى وجود مبنيين يتألفان من طابقين.
وصفت الحالة الإنشائية بشكل عام بأنها متوسطة، حيث ظهر ذلك في 137 مبنى ( 46 %)، علاوة على وجود 136 مبنى بحالة جيدة ( 46 %)، و 16 مبنى بحالة سيئة ( 5 %)، و 8 مبانٍ بحالة غير صالحة للاستعمال ( 3 %). أما الحالة الفيزيائية للمباني، فأظهرت أن هناك 166 مبنى بحالة متوسطة ( 56 %)، إضافة إلى وجود 91 مبنى بحالة جيدة ( 31 %)، و 34 مبنى بحالة سيئة ( 11 %).
وفيما يتعلق بمدى الاستخدام تبين أن عدد المباني المهجورة بلغ 159 مبنى ( 53 %)، علاوة على وجود 80 مبنى مستخدمة بشكل كلي ( 27 %)، و 56 مبنى مستخدمة بشكل جزئي ( 19 %).
غلب الشكل شبه الكروي على أسطح معظم المباني، حيث ظهر استخدامه في أسطح 243 مبنى ( 62 %)، في حين استخدم الشكل المستوي في أسطح 62 مبنى ( 16 %)، والشكل المفلطح في أسطح 13 مبنى ( 3 %)، بينما وجد سطح مبنى واحد مهدماً. أما أشكال الأسقف، فقد غلب عليها شكل العقد المتقاطع الذي ظهر استخدامه في أسقف 281 مبنى ( 89 %)، في حين استخدم شكل العقد نصف البرميلي في أسقف 20 مبنى ( 6 %)، والشكل الصخري غير المنتظم في أسقف 12 مبنى ( 4 %)، والشكل المسـتوي في أسقف 3 مبانٍ فقط.
تعددت وتنوعت أرضيات المباني القديمة في بلدة الشيوخ، وغلب عليها نوع المدة الذي ظهر استخدامه في أرضيات 348 مبنى ( 89 %)، في حين استخدمت الأرضية الصخرية في 20 مبنى ( 5 %)، والأرضية الترابية في 13 مبنى ( 3 %)، فيما استخدم البلاط الإسمنتي الحديث في أرضيات 6 مبانٍ ( 2 %)، والسجادة في أرضية مبنيين، فيما اقتصر استخدام البلاط الحجري على أرضية مبنى واحد فقط.