ثائر وقاد
ستبقى فلسطين نورا مهما تخاذل المتخاذلون وتنازل الجبناء .. وستبقى الفتح ما دام هناك رجال يدافعون عنها اوفياء
لماذا تراجعت حركة فتح؟
ولان لكل هزيمة أو نكسة مسببات ،فمنطق الأمور يحتم البحث عن ألأسباب الحقيقية لتراجع حركة فتح شعبيا مما مهد لهزيمتها بقانون الشعب أو الانتخابات قبل البحث في مبررات وسبل استنهاض الحركة.وفي هذا السياق يمكن القول بأن عوامل داخلية وأخرى خارجية تضافرت لصيرورة الحركة إلى ما هي عليه ، ويمكن أن نجملها بما يلي:
1 - إغراق الحركة بالعمل السلطوي وتحميلها كل أوزار وأخطاء السلطة، وقد انجرت الحركة وراء منافع السلطة ولم تفصل بين الانتماء الوظيفي للسلطة والانتماء التنظيمي الحركة.
2 - إرتكاس الحركة نحو العمل العسكري بصيغته الجهادية- العمليات الاستشهادية- بطريقة فجة وغير مدروسة ،في محاولة منها لمنافسة حماس والجهاد ،ونسيت الحركة كل الدروس المستفادة من تجاربها خلال ثلاثين عاما .
3 - إفساد النخبة السياسية التقليدية للحركة - اللجنة المركزية ومن يدور في فلكها- بالمواقع والامتيازات ،مما افقدها التأهيل للمحاسبة والمتابعة ،حيث لم تعد قدوة يحتذي بها.
4 - قلة رجال الفكر والمنظرين القادرين على تجديد فكر الحركة بما يتناسب مع طبيعة المرحلة والانهيارات الكبرى التي يشهدها العالم . ومَن تبقى من مفكري الحركة استمروا في اجترار خطاب الماضي بصيغة ممجوجة وفاقدة المصداقية.
5 - الحالات العسكرية لعبت دورا سلبيا ،حيث كان وجودها على حساب التنظيم بما هو تنظيم وفكر ووحدة القرار ،بل يمكن القول بأن تشكيل هذه الحالات كان جزءا من المؤامرة على فتح التنظيم -حالات الانفلات الأمني تعود غالبيتها لهذه الجماعات-.
6 - مصادرة الحركة كتاريخ وإمكانيات من قِبل ثلة من المغامرين والمتطلعين للسلطة تحت شعار صراع الأجيال أو ضرورة التجديد-وليس جميع هؤلاء بالضرورة خارج الصف الوطني الفتحاوي بل عجز القيادة التقليدية عن القيام بمهامها دفعهم للقيام بهذا الدور المغامر والانقلابي.
7 - نقص الوعي الفكري والتنظيمي عند غالبية القاعدة الفتحاوية أدى لتفشي روح اليأس والإحباط لديهم وبالتالي غياب الدافعية لتجديد الحركة أو الدفاع عنها.
8 - تجاهل فلسطينيي الخارج ،وكان من الممكن أن يلعب هؤلاء دور الحاضنة للتنظيم وحملة مشروع التجديد والتطوير بعيدا عن صراعات وحسابات الداخل الناتجة عن واقع وجود السلطة والاحتلال.
9- عدم اتفاق القيادة الفتحاوية على طبيعة المرحلة والموقف من التسوية والمفاوضات ،وصراعها على المواقع والصفة التمثيلية .
10 - غياب الرئيس أبو عمار كشخصية عن مجتمع ما زال يؤمن بشخصانية السلطة أو دُفع لذلك ،ترك فراغا في القيادة الفتحاوية.
11- غياب التأطير الفكري والأيديولوجي الموحد لأبناء التنظيم ساعد على خلق ولاءات ارتدادية كالولاء للعائلة أو المنطقة ،والتمييز بين الداخل والخارج .
12- قبل أن تفرض إسرائيل والولايات المتحدة مشروعهم التسووي خلقوا رجال التسوية حاملي هذا المشروع ،ومن المهام المسندة لهؤلاء إضعاف تنظيم فتح أو تفريغه من محتواه الوطني والنضالي بتغيير وظيفته .