الموقع:pgr: 151132
المسافة من القدس ( بالكيلومترات): 20,5
متوسط الارتفاع ( بالأمتار):275
ملكية الأرض واستخدامها في 1944 \1945 ( بالدونمات):
الملكية: الاستخدام:
عربية: 5446 مزروعة: 2384
مشاع: 66 مبنية: 18
ــــــــــــــــــــ
المجموع: 5522
عدد السكان: 1931: 468
1944\1945: 620
عدد المنازل( 1931): 126
إشوع قبل سنة 1948
كانت القرية تعتلي تلا عريضا قليل الارتفاع على السفح الجنوبي الشرقي لأحد الجبال, ويحيط بها واديان في جانبيها الشرقي والجنوبي. وكانت تقع على الطريق العام الذي يصل بيت جبرين ( من كبريات قرى قضاء الخليل) بالطريق العام الممتد بين القدس ويافا. وكانت طريق فرعية تربطهما بمجموع من القرى المجاورة. ويعتقد أن إشوع شيدت فوق موقع مدينة إشتأول الكنعانية حتى أنها عرفت بهذا الاسم في العصر الروماني حين كانت تدخل ضمن قضاء إيلوثيرولوليس الإداري (بيت جبرين). إلا إن قرية دير أبو القابوس, التي تبعد نصف كيلومتر نحو الشمال, كانت عدت أيضا قائمة في موقع إشتأول في العصر الروماني. في القرن السادس عشر, تزحزحت القرية مسافة 500 متر في اتجاه الشمال الغربي, نحو موقع قرية عسلين ( أنظر عسلين, قضاء القدس). ثم في القرن الثامن عشر والسابع عشر, وحين هجرت قرية عسلين أهلت إشوع ثانية- في أرجح الظن- بالسكان وبلغ عدد سكانها 450 نسمة في سنة 1875. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت إشوع قائمة بالقرب من سفح تل, وكانت الأراضي الواقعة في الأسفل من القرية مزروعة بأشجار الزيتون.
اتخذت إشوع شكل نجمة وكانت منازلها ومعظمها حجرية تتخذ شكلا موازيا للطرق المؤدية إلى القرى الأخرى بينما امتدت الأبنية الأحداث عهدا صوب الجنوب والشمال الغربي في اتجاه عسلين.
كان سكان إشوع من المسلمين ولهم فيها مسجد أطلق عليه اسم إشوع تيمنا بالنبي يشوع وكان في قريتهم بضعة دكاكين ومدرسة ابتدائية وكانت عين إشوع التي تقع شمالي القرية, تمد سكانها بمياه الشرب فضلا عن بعض العيون والآبار الأخرى الأقل أهمية وكانت المزروعات بعلية وقد زرع السكان أراضيهم حبوبا وأشجار زيتون وكرمة وأشجار مثمرة. في 1944\1945, كان ما مجموعه 1911 دونما مخصصا للحبوب و473 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان يقع في جوار القرية إلى الجنوب الشرقي خربتان: خربة الشيخ إبراهيم (151131) وخربة حمادة ( 151131). و تضم أحداهما بقايا حيطان وركام حجارة من أبنية منهارة وكهوفا كانت آهلة في الماضي بينما تضم الأخرى كهوفا مماثلة وخزانات محفورة في الصخر ومعصرة زيتون.
احتلالها وتهجير سكانها
يذكر ( تاريخ حرب استقلال) أن الكتيبة الرابعة من لواء هرئيل (طهرت) القرية في 16 تموز\ يوليو1948. و معنى ذلك في أغلب الظن, أن كل من تخلف فيها من سكانها بعد وابل قنابل الهاون, أجبرته القوات المحتلة على الرحيل في نهاية المطاف. وهذا المصير لقيته أيضا مجموعة من قرى المنطقة. ويقول المؤرخ الصهيوني بني موريس إن العملية (هدفت إلى توسيع ممر القدس الذي يسيطر الصهاينه عليه) وقد جاءت الهجمات ضمن إطار عملية داني ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة).
شهدت إشوع معارك قبل ذلك التاريخ, في أثناء القتال الذي بشأن الممر المؤدي إلى القدس. ففي 18 آذار\ مارس, جرت مناوشة عند تخوم القرية. وذكرت ( مصادر صهيونيه) لاحقا, لصحيفة (نيورك تايمز), أن سيارة مصفحة تابعة لعصابات الهاغاناه علقت في الوحول خارج القرية, فهجم عليها 250 رجلا من المجاهدين العرب وقتلوا طاقمها المؤلف من 8 أشخاص. وفي الأسبوع اللاحق, شنت قوات المجاهدين الفلسطنين, بقيادة عبد القادر الحسيني, هجوما على مغتصبه هر طوف اليهودية المجاورة. وفي 22 آذار\ مارس, تدخلت القوات البريطانية ووضعت حدا لإطلاق النار, وذلك بقذف أربع قنابل شديدة الانفجار (وزنه كل منها 25 باوند), وست عشر قنبلة دخانية على قرية إشوع. وكتب مراسل (نيويورك تايمز) يقول إن سكان القرية أجلوا عنها, ومعهم القوات العربية المتمركزة فيها. وفي اليوم التالي اجتاح القرية نحو 600 جندي بريطاني, كما اجتاحوا قريتي عرتوف وبيت محسير المجاورتين. وجاء في برقية لصحيفة ( نيورك تايمز) أن السكان أخلوا في معظمهم القرية قبل الهجوم البريطاني. ولم يذكر ما حدث بعد ذلك ولا هل عاد السكان فيما بعد أم لا على الرغم من أن التقرير الذي وضعته عصابات الهاغاناه عن احتلال إشوع في 16 تموز\ يوليو يشير إلى عودتهم ولو لفترة وجيزة.
المغتصبات الصهيونيه على أراضي القرية
في سنة 1949, أنشأ الصهايه مغتصبه إشتاؤول (150132), على أراض تابعة لقريتي إشوع وعسلين.
القرية اليوم
لم يبق في الموقع سوى بضعة منازل من القرية مبعثرة بين منازل المغتصبه. ويستخدم بعضها مساكن ومستودعات. وقد جرفت مقبرة القرية الواقعة في جوار المبنى الإداري للمغتصبه وسويت بالأرض وزرعت الأعشاب فيها. و يقع في طرف المقبرة الجنوبي كهف يحتوي على رحى طاحونة قمح. وبنيت في الموقع أشجار الزيتون والخروب, إلى جانب أشجار أخرى غرسها سكان المغتصبه لاحقا. وقد أنشئ في الطرف الغربي من القرية ملعب لكرة القدم تظهر في أحد جوانبه حيطان المنازل المدمرة وسقوفها المتداعية.
وهنا لقاء مع الحاج احمد عبد الرحمن وردة من قرية"اشوع" المحتلة العام 1948
- حدثنا عن قرية "اشوع" وعن تفاصيلها وسمات أهلها ؟
- أراضي البلدة تقع ما بين الجبل والسهل وهي ممتدة وكبيرة، والأراضي كانت غير مطوبة، وحينما كان والدي يشتري الأراضي من الشيخ ضرغام فقد كان يعطيه الآخر حجة بالبيع فبالتالي كل واحد من أهل البلد يعرف حدود الأرض التي له، ولدينا بئران، أحدهما بئر الماء والآخر بئر الصلاة, وهذان البئران "كفريان" وتصل ما بينهما قناة حيث أن بئر الماء يعطي بئر الصلاة، أما بئر الصلاة فقد كان الرجال يذهبون إليه مبكرين يغتسلون به ويصلون الفجر على ظهر ذلك البئر وللعلم بأن مياه هذا البئر دافئة، وذات سنة اجتمعت كل من قريتي اشوع وعرتوف معا وشربوا من بئر قريتنا ولم ينقص من مياه هذا البئر شيئا.
وللقرية ثلاث ساحات هي : ساحة المختار شحادة إسماعيل,
وساحة دار أبو حليب
وساحة أبو ناصر
وهذه الساحات كانت تؤمها الضيوف، وكانت هذه الساحات تستعمل أيضا في ذلك الوقت للأعراس حيث تتكفل الساحة بكل شيء من طعام وشراب ونوم لأضيافها، فقد بقي أهل البلد يتبادلون الدور على رفد هذه الساحة وان حدث أن الضيف كان كبيرا فتقوم الساحة بتقديم الذبائح للوافدين، وقريتنا تنقسم إلى حمولتين كبيرتين هما الضراغمة والمناصرة، وقد سبق أن اشرنا إلى مختار الضراغمة أما مختار المناصرة فهو العبد مسعودة أبو محمد.
أما المدارس في البلدة فهناك مدرسة في نفس الجامع وهو " مسجد النبي " شوعا" حيث كان يدرس الطلاب الصغار هناك وكان أستاذهم الأستاذ ذيب كنعان واحمد طنر وهذا الأخير من الخليل، أما المدرسة الثانية فهي مدرسة الشيخ غريب واسمها مدرسة اشوع الأميرية , وقد درست بهذه المدرسة من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي وكان مديرها الأستاذ أمين محمود من سلفيت وبها الأساتذة موسى عطا الله حسين من قرية عسلين والشيخ خليل أبو لبن وقد كان يعلمنا رحمه الله القران الكريم، وقد كانت المدرستان تابعتان لوزارة المعارف , واذكر أننا حين تخرجنا من المدرسة أي ختمنا القران الكريم أقامت المدرسة لنا احتفالا وذبحوا الذبائح واحضروا الخبز والأرز من القرى، وقامت المدرسة بعمل تمثيلية اسمها طارق بن زياد احتفالا بهذه المناسبة، وركب أبطال التمثيلية فيما بعد على الخيل لإكمال الاحتفال المدرسي، وقبل أن تفتح المدرسة الرسمية فقد كان في البلدة نظام الكتاتيب فقد كان الشيخ حسن وهو من " يالو " يدرسنا في البلد حيث نجلس على الحصائر ونقاضي الشيخ أربعة صواع من الحبوب إضافة للواجب اليومي بيضة ورغيف والبلاد في تلك الفترة بلاد خير، فقد بقي المعلم يدعى على اغلب الأوقات الى بيوت القرية لتناول طعام الغداء.
في "اشوع" عدة "بدود" كفرية هناك ثلاثة بدود تنتشر في البلد إضافة إلى بقايا الطواحين فترى في البلد قلعتين ارتفاع الواحدة ثلاثة أمتار مقابل بعضهما وقد كانت تستخدم كطواحين في السابق أيضا , وهناك قلعة سعد بيننا وبين عرتوف وهذه القلعة تشبه المغارة و كان اليهود يدخلون بها ويبكون، الصحيح أنني لا اعلم ما بداخل هذه القلعة.
وهناك مقامات للأولياء منهم الشيخ غريب، حيث يحلف الناس عنده الأيمان، والنساء يذهبن هناك ويضئن له القناديل ويوفون عنده بنذورهم وقد كلف احد الأشخاص أو هكذا وجدناه يحرس مقام الشيخ غريب، وهذا المقام له وقف تقريبا " وعرة " بها ستون دونما من الزيتون ويبتدأ هذا الوقف من المدرسة إلى "عسلين"، وهناك مقام آخر وهو مقام النبي"شوعا" صلينا به ونحن أطفال وهو عبارة عن مسجد والآخر له وقفه من أراضي البلد لكن مقام الشيخ غريب أوفر أرضا وهذا المقام "النبي شوعا" له ساحة تقريبا 20متر مربع , وهناك مكان مخصص لوضع العطايا والنذور والتي يتصرف بها فيما بعد المختار بإعطائها للفقراء والمحتاجين.
لم يكن في البلدة مكان لنذهب إليه بقصد العلاج فقد كان السروجي في بيت الجمال وكنا نذهب إليه وهو طبيب مشهور في تلك الفترة، أما مستعمرة عرتوف فكان هناك طبيبة تدعى "استر" وأنا الآن أتذكر تلك المرأة فهي كبيرة في السن في ذلك الوقت أتوقع أنها ناهزت الستين عاما، وفي القرية كانت الحاجة عاقلة رحمها الله داية البلدة كانت والدتي حينما يأتيها المخاض تقول لي أن اذهب إليها، وتتقاضى الحاجة عاقلة تقريبا القرشين أو "فلقة صابونة"وواجب هذه المرأة غير أنها تساعد المرأة في ولادتها فإنها تعودها هي ووليدها إلى الأربعين , وتعتني بالطفل وبالأم وعند نهاية هذه الفترة فغالبا ما تكافأ برطل من السكر .
- لماذا خرجتم من أشوع وكيف تركتم بلدتكم فارغة ودون أية مقاومة ؟
حينما دخل اليهود بلدة "صرعا" وضعوا قنبلة في مقام الشيخ صامت ونسفوه عن بكرة أبيه دخلوا ليلا تقريبا الساعة الثالثة فجرا ولم نكن ننام في القرية بل كنا نقضي الليل تحت الزيتون، بدأ اليهود بالقصف على البلد بالرشاشات والمورتر، وفي بلدتنا تقريبا كان عشر بنادق منحنا إياها الجيش الإنجليزي والذي أيضا منح كل آلة الحرب التي هوجمنا بها للصهاينة، بقي الرجال المسلحون حراسا على تخوم "اشوع" واشتبكوا ببنادقهم القليلة وعتادهم مع اليهود لكن القدرة دائما للسلاح القوي والجيش المنظم، و قبل احتلال المنطقة كانت القوافل الإسرائيلية تمر من شارع يافا القدس في باب الواد , وكان أهل بيت محسير يقاطعون مسير هذه القوافل بالقلاع ويهاجمونها وقد عاد عمي في إحدى المرات بسيارة من سيارتهم، وأيضا قبل أن تهاجم "صرعا" أتت قافلة ووصلت الى "راس أبو لمون" هناك وضع العرب كومة من التراب في منتصف الشارع واعتقد اليهود أنها لغم , وتوقفت القافلة وهاجم المجاهدون العرب القافلة بالنابالم المصنوع يدويا , ورأيت ذيب احمد كنعان يقفز على مجندة ويأخذ سلاحها، وقد هربت القافلة إلى كبانية عرتوف وقتل منهم قرابة العشرة ولم يستشهد احد من المجاهدين إلا أن إحدى القذائف أصابت يد إبراهيم حسين، لكنهم بعدها اجتاحوا المنطقة بكاملها، وبعد أن احتلت البلد بدأنا نتسلل إليها والذي بقي بها عبد الله صالح مع مواشيه، وحين دخل اليهود قتلوه في البلد، أما الذين تسللوا الى البلد فمنهم جميل احمد عرار والذي لم يعد لغاية الآن. وبعد إدراكنا بان البلد والمنطقة أصبحت تحت السيطرة الصهيونية انتقلنا الى "جراش" ومكثنا بها خمسة عشر يوما حيث كان لدينا سيارة في ذلك الوقت ولاحقنا الاحتلال وقد احتلت في هذه الفترة دير أبان وقصفوا "جراش" أيضا وبيت نتيف، أردنا أن نذهب الى مخيم الفوار وفي الطريق الى " نحالين" وجدنا الجيش المصري حيث أوقفنا، وكان والدي رحمه الله متكلما وهو إنسان غير متعلم , وقد أمره الضابط أن يرجع إلى "اشوع" قال له والدي أين جيشك فليكن أمامي وأنا خلفك ليعود بي إلى بلدتي وإذا تخلفت عن ذلك فهو عار علي إلى يوم الدين، مما أدى إلى أن يتركنا الضابط لنشق طريقنا حيث نريد، عدنا الى منطقة "حسان" وبقينا 27 يوما عند أناس من أفضل الناس وأكرمهم وقد نزلنا عندهم مع مواشينا وقال لنا صاحب البيت أن لا نعجن ولا نخبز ولا نفعل أي شيء ما دمنا بضيافته، ولم يكن عددنا قليلا بل كنا عائلتين، بعد ذلك أردنا الذهاب الى "كوبر" وفي الطريق عند منطقة الخضر أطلق علينا العدو الصهيوني النار، وقد كان الرصاص يمر بين رجلي خالي رحمه الله، وصلنا المنطقة وأقمنا بها وبنينا غرفة لنا وامتدت الإقامة إلى ثلاث سنوات
- نحن خرجنا لأنه لا يوجد عمل في فلسطين، وكانت عمان في وضع أفضل نحن يا بني لم ننس فلسطين ولا أبناؤنا وأنا لا اقطع الأمل منها , أنا اقسم بالله انه سيأتي الوقت لنعود إلى فلسطين , وإن لم نرجع نحن سيعود أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا