تقع بيت عور التحتا في الجهة الغربية من مدينة رام الله، وتميل نحو الجنوب، وتبعد عنها حوالي 16 كم وتتبع إدارياً لمحافظة رام الله والبيرة وتقع على طريق رئيسي يربط ما بين القدس وتل أبيب، وترتفع 380م عن سطح البحر. كان اسمها في عهد سيدنا سليمان بيت حورون وهي من المدائن السبع التي بناها سيدنا سليمان عليه السلام.
وكلمة (عور) تحريف لكلمة (عورا) السريانية ومعناها التبن والهشيم ذكرها ياقوت الحموي في معجمه سنة 626 هـ وقد وهم ياقوت الحموي فقال: الجيب: حصنان، يقال لهما الجيب الفوقاني، والجيب التحتاني. والصحيح أن ما ذكره ياقوت هو بيت عور الفوقا وبيت عور التحتا، ولا يبعدان عن الجيب.، وتبلغ مساحتها العمرانية 640 دونماً، ومساحتها الكلية حوالي 4.600 دونم، تزيد مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون عن 1.400 دونم كما يزرع فيها التين والعنب والمشمش والرمان . وتحيط بها أراضي قرى دير أبزيغ، وبيت عور الفوقا، وكفر نعمة، وصفا، وخربثا المصباح.
[]سكانها
بلغ عدد سكان القرية عام 1922م حوالي 470 نسمة، وفي عام 1945م 710 نسمة، وبعد عدوان حزيران 1967م بلغ عدد سكانها حسب الإحصاء الصهيوني 920 نسمة، ارتفع هذا العدد ليصل عام 1987م حوالي 2019 نسمة.ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 6000 نسمة.
تعتمد القرية على مياه الأمطار للشرب، يوجد في القرية ثلاث مدارس حكوميه وروضة اطفال تابعة لنادي القرية، وحتى بداية التسعينيات من القرن الماضي كان لا يوجد فيها أي نوع من الخدمات والمرافق العامة كالخدمات الصحية والبريدية والهاتفية. الا انه ومع قدوم السلطة في اواسط التسعينيات تم تشكيل مجلس قروي من عائلات القريتة الختلفة فعمل هذا المجلس على تحسين البنية التحتية للقرية فكانت من أول القرى التي توصل بالخدمة الهاتفية وكذلك تم ربط القرية بشبكة المياه, ويوجد بالقرية الآن 3 مراكز صحية منها مركز تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ويقدم العلاج المجاني لسكان القرية اللاجئيين, ويعمل المجلس القروي المنتخب حاليا على إقامة مركز صحي متطور في مقره الجديد.
وبيت عور التحتا موقع أثري قديم يعود لعصور مختلفة حيث تم العثور فيها على قطع أثرية من العصر الحديدي والروماني والبيزنطي حتى العصر الإسلامي وكذلك يحتوي على أساسات قديمة مرصوفة بالفسيفساء وفيها قطع معمارية وأنقاض كنيسة إلى الشمال، وتقع في أراضي القرية (خربة إعبلان) و(خربة حلابة) وخربة دير حسان في اراضي ديربزيع وكذلك يوجد فيها المسجد القديم (مقر الدعوة الإسلامية في فلسطين) والذي يعود إلى العهد العمري. وقد ظهر رسم لقرية بيت عور في خريطة مادبا التي رسمت بالفسيفساء في العهد البيزنطي ووجدت في إحدى كنائس مدينة مادبا في الأردن
وكان لموقع بيت عور التحتا الجغرافي أهمية كبيرة في حسم الحروب التي وقعت في فلسطين حيث ورد ذكرها في التوراة سفر يشوع ،((فاتى إليهم يشوع بغتة صعد الليل كله من الجلجال 10: 10 فازعجهم الرب امام إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة في جبعون وطردهم في طريق عقبة بيت حورون وضربهم إلى عزيقة وإلى مقيدة 10: 11 وبينما هم هاربون من امام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء إلى عزيقة فماتوا والذين ماتوا بحجارة البرد هم أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف 10: 12))
واما اليبوسيون الساكنون في اورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في اورشليم إلى هذا اليوم 16: 1 وخرجت القرعة لبني يوسف من أردن اريحا إلى ماء اريحا نحو الشروق إلى البرية الصاعدة من اريحا في جبل بيت ايل 16: 2 وخرجت من بيت ايل إلى لوز وعبرت إلى تخم الاركيين إلى عطاروت 16: 3 ونزلت غربا إلى تخم اليفلطيين إلى تخم بيت حورون السفلى وإلى جازر وكانت مخارجها عند البحر 16: 4 فملك ابنا يوسف منسى وافرايم 16: 5 وكان تخم بني افرايم حسب عشائرهم وكانت تخم نصيبهم شرقا عطاروت ادار إلى بيت حورون العليا 16: 6
فالقى لهم يشوع قرعة في شيلوه امام الرب وهناك قسم يشوع الأرض لبني إسرائيل حسب فرقهم 18: 11 وطلعت قرعة سبط بني بنيامين حسب عشائرهم وخرج تخم قرعتهم بين بني يهوذا وبني يوسف 18: 12 وكان تخمهم من جهة الشمال من الأردن وصعد التخم إلى جانب اريحا من الشمال وصعد في الجبل غربا وكانت مخارجه عند برية بيت اون 18: 13 وعبر التخم من هناك إلى لوز إلى جانب لوز الجنوبي هي بيت ايل ونزل التخم إلى عطاروت ادار على الجبل الذي إلى جنوب بيت حورون السفلى 18: 14 وامتد التخم ودار إلى جهة الغرب جنوبا من الجبل الذي مقابل بيت حورون جنوبا وكانت مخارجه عند قرية بعل هي قرية يعاريم مدينة لبني يهوذا هذه هي جهة الغرب 18: 15 13: 18) وقد ورد ذكر اسم بيت حورون في الإصحاح الثالث عشر من سفر صموئيل الأول والفرقة الأخرى توجهت في طريق بيت حورون والفرقة الأخرى توجهت في طريق التخم المشرف على وادي صبوعيم نحو البرية).
وكذلك ورد اسم بيت عور التحتا في الارشيف الإنجليزي وكان ذلك في الحرب العالمية الأولى حيث كان لموقعها أهمية كبيرة (تمركزت فرقة الفرسان الأنزاك الإنجليزية والفرقة 54 في السهل الواقع بين يافا والقدس للقيام بمهمة الدفاع، وتقدمت الفرقة 75 على محور يافا القدس وعلى يسارها الفرقة 52، وعلى يمينها فرقة الفرسان الأستراليين، وعلى محور البيرة ـ بيت عور التحتا، تقدمت فرقة الفرسان اليومانيين (المنسوبة إلى طبقة وسطى بين الفلاحين والنبلاء في التاريخ البريطاني).
خربت القوات العثمانية الطريق بين يافا والقدس، لدفع الزحف البريطاني القوى، لكن البريطانيين تقدموا على محور البيرة ـ بيت عور التحتا، حتى احتلوا بلدة ساريس غرب القدس، بعد أن غيروا خط تحركهم بسبب وعورة الطريق. كما احتلوا قرية العنب، ثم اتجهوا شمالاً مائلين إلى الشرق فاحتلوا البيرة في منتصف ليلة شاتية (الحادية والعشرين من نوفمبر).
ووقفت القوات التركية في وجه الإنجليز فردوهم عن ساريس إلى مواقعهم ونقطة انطلاقهم من بيت عور الفوقا، لكن البريطانيين استولوا من ناحية أخرى على قرية النبي صموئيل، وفشلوا في دخول قرية الجيب، فشقوا طريقًا من بيت لِقيا إلى يَدُو حيث نصبوا مدافعهم. وحاول الأتراك استرداد قرية النبي صموئيل، لكنهم عجزوا عن ذلك.
وأفلحت القوات العثمانية المتمركزة على جبل بيتونيا في السابع والعشرين من نوفمبر في إجلاء القوات البريطانية عن بيت عور الفوقا، وفتحوا ثغرة بين هذه القوات وبين زملائهم المتمركزين في السهل بين يافا والقدس، لكن اللِّنْبِي أسرع إلى سد هذه الثغرة ـ التي كان يمكن أن تفتح عليه باب جهنم ـ بفرقة الفرسان الأسترالية.*
وزارة الحرب البريطانية 227 (مضابط الاجتماع الذي عقدته وزارة الحرب ـ10 داوننج ستريت ـ في يوم الإثنين 3 سبتمبر 1917 الساعة 11.30 صباحًا):
وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987 صنفت بيت عور التحتا بالبلد الثاني الأكثر نشاطا في مقاومة الاحتلال الصهيوني بعد مخيم بلاطة وقد ساعدها في ذلك الشارع الرئيسي الذي يربط بين تل ابيب والقس وقد تم تحويل هذا الشارع إلى خارج البلدة سنة 1989 بسبب كثرة الخسائر الإسرائيلية من المقاومة.